4 مايو 2022 00:44

توفر الأقمار الاصطناعية الإماراتية بيانات وصوراً ذات قيمة عالية بوصفها مراجع مهمة بالنسبة لمشاريع التنمية الكبرى على الصعيدين المحلي والعالمي، ويعمل مركز محمد بن راشد للفضاء على بناء شراكات مع الهيئات الحكومية المتخصصة في مجالات التخطيط وبرامج التطوير والبرامج البيئية، ويقوم بتزويدهم بصور أقمار اصطناعية عالية الجودة ملتقطة من قبل الأقمار التابعة للمركز، بالإضافة إلى تقارير علمية مفصّلة وتحليلات لهذه الصور.
وتتوزع تقارير تحليل صور الأقمار الاصطناعية التي يقدمها المركز على ثلاثة أنواع، منها التصنيف حيث تقارن هذه التقارير صور الأقمار الاصطناعية القديمة مع تلك الملتقطة حديثاً لنفس المكان، وبالتالي تقدم تصنيفات دقيقة ومعلومات قيمة مستنبطة من الخلاصات الإحصائية، بالإضافة إلى الوصول لفهم عميق حول طبيعة المنطقة. بالإضافة إلى رصد التغيير حيث تسلط الضوء على التغيرات الحاصلة ضمن أحد المشاريع أو المناطق، وبالتالي توفر بيانات موثوقة تعكس حالة التقدم المُنجزة ضمنها، والرصد المستهدف، حيث تقدم بيانات مفصلة بغرض الوصول إلى أهداف مُحددة في مجالات مختلفة، مثل مراقبة الطرقات أو أشجار النخيل أو المساحات الخضراء في منطقة معينة.

و يقدم مركز محمد بن راشد للفضاء خدمات تحليل صور الأقمار الاصطناعية إلى كافة الهيئات الحكومية والشركات المحليّة والمؤسسات الدولية، ويتولى مسؤولية هذه الخدمات فريق من الأخصائيين بالاعتماد على أحدث البرمجيات والتطبيقات المتطورة، بما يتيح تقديم تحليلات متخصصة لأحجام البيانات الكبيرة التي توفرها تلك الصور.
كما يتم التقاط مجموعة صور الأقمار الاصطناعية لمناطق معينة على امتداد عدة أيام أو أشهر، ويجري بعد ذلك تجميعها على شكل مجموعة موحدة من البيانات، ويقدم مركز محمد بن راشد للفضاء سنوياً ثلاثاً من صور فضائية فسيفسائية، والتي توزع بشكل مجاني إلى كافة الهيئات الحكومية والمؤسسات ذات الصلة، وتضم هذه المجموعة صورتين لمدينة دبي توزعان مرتين سنوياً، بالإضافة إلى صورة سنوية تغطي كافة مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تستخدم هذه الصور لدراسة ومراقبة المشاريع الضخمة قيد الإنجاز في دولة الإمارات ودبي، فضلاً عن إصدار التقارير الإحصائية من قبل الهيئات والمؤسسات الحكومية.
كما يزود مركز محمد بن راشد للفضاء المنظمات الحكومية العالمية بصور عالية الدقة بهدف دعم جهودها المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، وتفيد صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بالمركز في تقديم معلومات عالية القيمة، والتي تشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، بالإضافة لمساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل، وغيرها من الكوارث الطبيعية.

مهمات الإغاثة خلال الكوارث
وتلعب صور الأقمار الاصطناعية الإماراتية دوراً مهماً في دعم ومساعدة مهمات الإغاثة خلال الكوارث في مختلف أنحاء العالم، والتي يذكر منها الفيضانات.
كما تنوعت التطبيقات التي يعمل عليها مهندسو قسم تطوير التطبيقات والتحليل في مركز محمد بن راشد للفضاء، لتشمل تطبيقاً يرصد عدد أشجار النخيل، لإحصائها ودراسة جودة الثروة النباتية، عبر تقنية الطائرة من دون طيار، حيث يرتكز هذا التطبيق على تحديد مواقع أشجار النخيل في الصورة وحساب عددها، لتوفير الوقت والجهد على العديد من الجهات الحكومية المعنية بمتابعة هذه الثروة النباتية، فيما يعنى التطبيق كذلك، بدراسة حالة الغطاء النباتي، من خلال استخدام تقنيات هندسية، تعتمد على طيف الأشعة تحت الحمراء القريبة، التي تتراوح ما بين 770 - 890 نانومتراً في صور القمر الصناعي «دبي سات 2».

ويوفر التطبيق معلومات عن طبيعة حالة النبات، والمساعدة في الكشف المبكر عن الآفات التي تتعرض لها المزروعات للتقليل من الخسائر، عبر الصور الفضائية متعددة الأطياف، التي ترسلها الأقمار الصناعية، خاصة أن هذه الصور تحتوي على 4 أطياف، 3 منها مرئية، هي: الطيف الأحمر والأخضر والأزرق، وطيف رابع لا يمكن رؤيته بالعين البشرية، هو «طيف الأشعة تحت الحمراء»، الذي بدوره يمنح معلومات هائلة عن المساحات الخضراء المصورة.
وطور مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء، تطبيقاً يدرس «تغيرات السواحل»، لتحديد خط الساحل ودراسته وتحليله ضمن إطار زمني، لرصد التغيرات التي تطرأ عليه، من انحسار أو امتداد قد يؤثر في طبيعة البيئة الساحلية والبنية التحتية لها، فضلاً عن تطبيق «صفي»، وتكمن أهمية هذا التطبيق، في أنه يربط المتعاملين بواجهة مستخدم ذكية، يستطيعون من خلالها استخراج السمات المختلفة من صور دبي سات 2، مثل الغطاءين النباتي والمائي، إلى جانب شبكات الطرق والمواصلات والمباني، كما يساعد في كشف التغيرات، ما يجعل منه أداة تحليلية ذكية، توفر الوقت والجهد على فرق التحليل الميداني.
コメント